Thursday, January 18, 2007

يوم من ايام الطفولة



فى حى شعبى تربيت ومارست طفولتى وشبابى وهذه مذكرة يوم من ايام الطفولة


استيقظت من النوم عند آذان الفجر الاول وتوضأت وصليت مع ابى وشقيقى الاكبرفى المسجد القريب من المنزل وعاد ابى وتوجهت انا وشقيقى الى المخبز لشراء الخبز وفى عودتنا اشترينا الفول والطعمية من عم أبورحمة والعسل والطحينة من الحاجة أم حسان وعدنا الى المنزل وقابلتنا أمى ببشاتها الدائمة حبايبى صباح الملك للمالك وأخذتنى جدتى فى حضنها وياله من حضن آخرته قرش صاغ أحمر لى ونصف فرنك فضة لاخى الاكبر ......وبعد قليل دخلت اختى الكبيرة تحمل الطبلية وجلس ابى وامى وجدتى واخوتى وجلست انا بين ابى وجدتى


الافطار :

الافطار مع العائلة بعد بسملة ابى ودعائه لنا بالرزق الوفير وهداية الطريق وتاميننا عليه له طعم جميل ولا أنسى مهما طال الزمن يد جدتى التى ملأتها التجاعيد كم هى رقيقة وهى تقشر بها البيضة لتعطينى اياها قائلة وضحكتها رحمها الله مازالت ترن فى اذنى حتى الآن كل ادينى سبقت أمك اللى لسة بتقشر لأبوك ... ثم ننهض كل الى حجرته نلبس ملابس المدرسة ويرتدى أبى قفطانه الشاهى الناعم تعلوه الجبة الكشمير (نوع فاخر من الصوف ) وعمامته ألأزهرية وحذائه الأجلسيه اللامع وفى يده مسبحته اليسر فقد كان رحمه الله رئيسا لقضاة المحكمة الشرعية بعابدين آن ذاك ثم يأتى صوت أم ابراهيم وهى سيدة فى سن والدتى من بلدتنا تعيش معنا تساعد أمى واخوتى البنات فى الاعمال المنزلية معلنة عن وصول عم مجاهد بالحنطور .....الذى اقفز راكبا جواره على كرسى القيادة ويركب أبى وأخى ألأكبر واختاى وبعد أن يأمره أبى بالتحرك أسمع كلمة توكلنا على الله ششييي.......وكأن الحصان يسمع وتبدأ


رحلة الصباح المكررة


ويبدأ الحنطور فى التحرك من أمام بيتنا ترمقه أمى من خلال المشربية العرابسك ( الارابسك) كما ينطقونها الآن والتى الوح لها مودعا .
وتتوقف برهة أمام أنور ابن عم حسين بياع الجرائد ليأتى بخفة ويناول والدى ألأهرام والمصرى وهى جريدة ناطقة بلسان حزب الوفد آن ذاك والذى كان ينتمى له ويعطيه والدى قرش صاغ أحمر ثمنا للجريدتان ، وينعطف الحنطور الى الشارع خلف سورالمدرسة السعيدية لينزل أخى الاكبر مرتديا حلته الصوف الرصاصى ذات البنطلون الطويل وعلى رأسه طربوش أحمر قانى (الطرابيشى ) وفى يده حقيبته الجلديه متسلحا بنصف فرنك وهو عملة فضية سداسية الوجه مرسوم على وجهها الاول صورة الملك فاروق الاول والوجه الآخر مكتوب عليه قيمتها وهو قرشان ونصف قرش صاغ ويمر من امام الحنطور منتصبا يسير فى خطوات سريعة متجها الى باب الطلبة مشفوعا بنظرة حانية مملؤة بالاعجاب المستتر من أبى فقد كان فى الثقافة وهى شهادة قبل التوجيهية كانت تؤهل حاملها على دخول المعلمين العليا والبوليس والمعاهد العليا . وبعد ذلك نتجه الى ميدان السيدة زينب وفى اول الميدان كانت تقبع مدرستى الابتدائية مدرسة محمد على باشا (مؤسس العائلة الحاكمة آن ذاك ) واسمحوا لى قبل أن أسرد يومى الدراسى أن أصف لكم


الزى الذى كانت ترديه أختاى وكانتا تلميذتان فى المدرسة السنية للبنات


ناهد رحمها الله وكانت تعمل محامية وأميمة أطال الله بقائها وكانت تعمل محاسبة والآن تقاعدت وللعلم فهى أم زوجتى أبنائى وكانتا توأم متشابهتان الا فى الطول ترتديان حين ذاك ملابس المدرسة السنية وهى من أعرق بل أول مدرسة لتعليم البنات فى مصر المحروسة (القاهرة ) حذاء اسود مقفول وجورب رصاصى يغطى الساق ومريلة كحلى تغطىمنتصف الساق وهى شبيهة بما يسمى الدريل حاليا وتحتها قميص ذو أكمام طويلة لونه رصاصى وايشارب أبيض يغطى الرأس و الرقبة تنسدل من خلفه على الاكتاف ضفيرتان تصلان الى منتصف الظهر تقريبا وكنت أرى فى شقيقتاى أجمل وأرق ما خلق الله كما كان يقول عنهن ابى وكما كانت تتغنى لهن جدتى بنتينى الحلوين مين زيهم مين ـ



والى اللقاء قريبا مع ذكريات اليوم الدراسي




##############################################

معلومة : هذه المذكرات أكتبها من الذاكرة مباشرة وليست مدونة وهى تقع فى اوائل العقد السادس من القرن الماضى حيث كنت فى العاشرة فأرجو المعذرة عن ما قد لا تسعفنى ذاكرتى من سرده

...........

###############################################

No comments: