وظلت تلك المشاعر الخيالية
تجاه صفية تراودنى كأحلام يقظة أضع نفسى فيها تارة سعادة وهناء بحب جارف وتارة أخرى عذاب وشقاء لبعد المنال ومحال الوصول وحتى بدأت علاقة من نوع آخر تربطنى
بابنة عمى تلك الصغيرة الهادئة
التى لا ترفع نظراتها عنى طوال وجودى جوارها وكنت أرى فيها شيئا غريبا وتعلقا أحس بأبديته وأرى نفسى وبتعليمات أمى مسؤلا عن طلباتها فأخواتها الذكور أطفال صغار منهم من كان يحبوا ومن على صدر أمه وكانت ترطبت أمى وزوجة عمى بصداقة وحب وكأنهما أختان كانا محل اعجاب جدتى لأبى أليست هى من اختارت كنت أكبر ابنة عمى بحوالى ثمانى سنوات ودخلت المدرسة ابنة السنوات الست وأنا عمرى يناهز الرابعة عشر ولما بلغت السابعة عشرة كان العبد لله ابن الخامسة والعشرون ضابطا مهندسا برتبة الملازم أول يرتدى بدلة التشريفة العسكرية ذات الحليات المقصبة
يجلس فى كوشة الفرح
وبجانبه عروسه طالبة اعدادى كلية الطب جامعة عين شمس ترتدى فستانها الأبيض المطرز بحبات اللؤلؤ وطرحتها الملفوفة أمامها والموسيقى تتناغم ويشدو المطرب كارم محمود رحمه الله بأغانيه الفرايحى وكان من مطربى الصف الأول آن ذاك وكعادة المصريون فى المناطق الشعبية العريقة يلتف الجميع أقارب وجيران وأبناء الحى والأحياء المجاورة لحضور الحفل وحمايته ويرقص الشبان والشابات
وكانت صفية هى نجمة المدعيين
ترقص معهم فرحة بزواج صديقتها وزميلتها فى الدراسة الابتدائية ولم استطيع يومها عن كباح خيالى الذى عاد يقلب الماضى القريب ها هى صفية الحب الخيالى ترقص مهنئة لا على بالها وهاهى حبيبتى وابنة عمى تلك الصغيرة التى كنت أمسك يدها لأعبر بها الميدان متجها الى مولد السيدة زينب أم هاشم لأركبها المراجيح وأشهدها السيرك والحاوى وما زلنا الى يومنا هذا نحضر هذا المولد ولكن اختلفت الرؤا فللصلاة وتوزيع الصدقات كما عودنا أبى رحمه الله .....
ذهبنا بعيدا وسبقنا الأحداث ولنعود مرة أخرى الى استكمال يومنا بعد العودة من المدرسة