Sunday, February 18, 2007

مطعم المدرسة


قبل نهاية الحصة الخامسة ينزل من كل فصل تلميذان الى مطعم المدرسة وهو عبارة عن دور نصفه اسفل الأرض(بدروم ) ونصفه أعلى الأرض وملحق به مخزن للأدوات ومطبخ كبير ويرأسه عم سلطان وهو الباش طباخ عجوز رقيق الجسم ولكنه عالى الصوت يرعب الطباخين المساعدين له ولكنه كان رقيقا مع التلاميذ دائما يلاطفنا أثناء الأكل وكان يسعد جدا حينما نشكره ونحن خارجين مستحسنبن الأكل ومع رقة جسد عم سلطان الا أن الآخرين ولا أذكر اسميهما حاليا كانا ضخمى الجسم متجهمى الوجه نراهما داخل المطبخ ولم يكن يخرجا الينا فى المطعم ( الصالة ) المهم أن التلميذان يتسلما الأطباق والشوك والملاعق والسكاكين من عم سلطان ويوزعانها على المائدة المخصصة لفصلهما ويملآن دورقا المياه وبجوارها الأكواب ويرصا دكك الجلوس على حافتى المائدة ثم يقوما بتوزيع الخبز ثم نصل نحن الى المطعم ويجلس كل منا فى مكانه ويأتى الترل وهو عبارة عن منضدة تسير على عجل محملة بآذانات الأكل ويقوم عم سلطان بغرف الأكل لكل واحد فى طبقه ذو العيون الأربعة وبعد الانتهاء من الأكل يمر علينا زميلينا بالفاكهة وهى عادة اما برتقال ويوسفى شتاء أو بلح وجوافة صيفاا ونخرج بعد ذلك الى الفناء نجلس مع بعضنا البعض نتسامر أو نذهب الى مسجد المدرسة لنصلى ونجلس مع الشيخ الجمل مدرس الدين الأسلامى وأنا حددته لأنه كان يوجد مدرس مسيحى يدرس لزملائنا المسيحيين دينهم ونعود للشيخ الجمل فقد كان فى الخمسينيات طويل وليس بالرفيع أزهرى يرتدى ملابس مثل التى يرتديها والدى وكان وكنت يحبنى وأحبه لأنى كنت أحفظ القرآن الكريم من ناحية ولأنه يعرف والدى وبينهما صداقة وكان يؤمنا لصلاة الظهر جماعة فكان لا يقيم الصلاة الا بعد عودتنا من الغذاء وكان مسجد المدرسة به مكتبة مملؤة بالمصاحف والتفاسير وأول كتاب قرأته كان عبقرية محمد للأستاذ عباس محمود العقاد المرحوم ان شاء الله وحينما يدق الجرس نبدأ مهرولين الى فصولنا لنأخذ الحصتان السادسة والسابعة وعادة ما تكون حصص هوايات أو معامل أو فلاحة وبساتين أو خط وحصة الخط كانت من الحصص المحببة لى لعدة أسباب مدرسها وأدواتها وطريقة شرحها والفن الهندسى الذى نمارسه دون أن ندرى أنه سيكون عوناً لنا بعد ذلك فى دراساتنا المتقدمة خاصة لمن اتجه الى التعليم الهندسى أو تعلم الآثار العربية أو الأدب العربى ولحصة الخط موضوع........ـ

No comments: