سأحكى لكم كيف كنا نقضى يوم العيد فى حينا الشعبى ويسبق يوم العيد ثلاثة أيام هامة الأول يوم نزولنا مع أبى وأمى لشراء ملابس العيد وعادة يكون فى أوائل النصف الثانى من رمضان وفى هذا اليوم لا ننام أنا وأختاى نظل ننظف دواليبنا ونقصقص أفرخ الجلاد الملونة بطرق زخرفية جميلة ونفرشها فى الأدراج ونأخذ الشماعات وكانت تصنع من الخشب الزان ونغسلها ونجففها ويأتى أخى الأكبر بسائل شفاف يلمعها لنا ونحن قابعين مبهوتين كيف تعلم تلك العملية عملية الدهان بالفرشة وكان يسميها المشط وكنا نسأل أمى كل ساعة هل أعطاكى أبى قيمة الاستمارة لنعرف كم سيكون نصيب كل منا
والاستمارة عبارة عن
أمر صرف من الوزارة الى محلات سليم سمعان وصيدناوى وكانت من أشهر محلات الملابس والمفروشات فى القاهرة ومكانها فى ميدان الخازندار بالقرب من العتبة الخضراء وحديقة الأزبكية وهذا الأمر تصدره الوزارة باسم أبى بالمبلغ المطلوب للشراء ويتعتبر الاستمارة سند مالى كأنه دفع نقداً ثم تقوم الوزارة بتحصيل المبلغ من مرتب أبى دون أى فوائد ولكننا كنا نستفيد بخصم على الأسعار حسب اتفاق الوزارة مع تلك المحلات المهم كانت تلك الاستمارة لا تزيد عن مرتب شهروتخصم على ستة شهور حتى يتسنى للموظف عمل واحدة أخرى للعيد التالى ولكن مرتب أبى كان كبيرا حوالى 60 جنيها ولذلك كانت استمارته تقابل فى محلات صيدناوى بالترحاب الشديد وكان الخواجة مدير المحل يأتى الينا ويراجع مشترواتنا ويطلب لأبى القهوة ولنا الليمون وكانت سعادتى بهذا الموقف لا توصف خاصة لو كان هناك أحد من أقرانى مع عائلته فى المحل ومن ضمن ماكانت أختى الكبرى رحمها الله توصينى به ليلة الشراء
أن أكون متزناً وأنا أشرب الليمون المتوقع حتى لا يقع على الأرض أو ملابسى فيغضب أبى
وفى العاشرة صباحا
نكون نازلين من الحنطور أمام المحل ويدخل أبى تليه أمى ثم أختاى ثم أنا وأخى الأكبر وكان أنيقاً مهندماً كما أبى ويستقبلنا موظفى المحل بترحاب شديد ويزداد الترحاب بعد معرفة قيمة الاستمارة ويذهب أحدهم لابلاغ المديرالذى يأتى مهرولا طالبا من العمال احضار كراسى وقهوة وليمون وكانت الكراسى خشبية الصنع مبطنة بالقطن ويجلس أبى وتجلس أمى وتبدأ بطلبات أبى وتنتهى بطلبات البنات مارة بأخى وأنا ,أمى وهى عادة ملابس داخلية ومناديل وبدلتان لى ولأخى وفستانان للبنات أما أبى وأمى فكانا يشتريان قماشا يذهبان به الى الترزى فى شارع المبتديان بجوار دار الهلال ولا ننسى البيجامات المقلمة لى ولأخى وهما لا زمتان لليلة العيد
No comments:
Post a Comment