Tuesday, February 20, 2007

على ضوء القمر


ونعود الى ذكرياتنا والتى توقفنا على خروجنا من مدرسة محمد على باشا الابتدائية فور انتهاء اليوم الدراسى وكما ذكرت لكم سأعود حرا دون والدى والعم مجاهد سائق الحنطور الملاكى خاصة أبى والطريق الى منزلنا أو بيتنا لأنه فى هذا الوقت كانت تطلق كلمة منزل على بيوت الضيافة والمساكن المؤجرة ( المكرية )
أما البيوت
فعلى المساكن الخاصة ملك قاطنيها كان الطريق يمر بأماكن هامة جدا منها ماكنت أعرفه وأدخله ومنها ماكنت أراه ولا لأقدر الاقتراب منه ومنها ماكنت أسمع عنها وأخافها فمثلا بمجرد خروجى من المدرسة واتجاهى الى ميدان السيدة زبنب رضى الله عنها وأرضاها كان يقع على اليمين أشهر محل لبائع الفول المدمس على مستوى القاهرة كلها وهو محل المعلم رضوان الجحش أى والله الجحش وكان يورد على ماسمعت للقصر الملكى كل صباح فول الافطار وكان مكتوب على اليافطة التى تعلو الباب اعلى الاسم بخط عريض باللون الأحمر مورد القصور الملكية كنوع من التباهى وسط أقرانه من أصحاب المحلات وعلى ما سمعت من بعض أقاربى ساكنى منطقة المهندسين بالقاهرة أن لابنائه الآن محلات هناك ومشهورة ويرتادها علية القوم وكان يقع أمامه فى الجهة الأخرى من الميدان مسمط المعلم ابراهيم الركيب المشهور بلحمة الرأس والمبار وأعرف أنه أصبح شهيرا وله مطاعم فى جميع المناطق الراقية فى القاهرة أما فى أول شارع السد فكانت تقع سينما الشرق ومازالت الى الآن فى موقعها وفى البيت المجاور من الناحية البحرية للسينما كان يقع بيت عم قناوى حارس باب دخول الطلبة فى مدرستى ووالد
صفية
تلك الفتاة التى ذكرتها لكم فى الحلقة الثانية تلك الفتاة المليحة الرقيقة التى كانت تمثل لى هاك الوقت الوجد واللوعة كنت أختلق لنفسى قصة غرام مراهقة خيالية عن رغبتى فى الزواج منها ورفض أبى وأمى لتدنى مستوى والدها الاجتماعى وعلى لقاءات تصورية بيننا نخطط فيها كيف نواجه هذا الظلم أى والله كنت أتخيل قصصا وحوارات بيننا بهمسات فى ضؤ القمر الخافت وهى بجوارى فى قارب ينساب على صفحات النيل كما كان يحدث فى الأفلام القديمة من رومانسيات الفنان حسين صدقى وليلى مراد وكانا أشهر من يؤدى أدوار الحب العفيف على الشاشة الفضية آن ذاك الزمن الجميل زمن المراهقة العفيفة البريئة كنت أهمسها عبارات الغزل الرقيقة وأتلمس الشعيرات المضفرة التى تنسدل كما وريقات نبات السيسبان الناعمة على كتفيها وكانت ترد يدى بلمسات من أناملها الرقيقة الدقيقة كانت تسرى فى أوصالى رعشة تدغدغها لا أجد مفرا بعدها سوى صمت رهيب لاأفوق منه الا على نبسات من بين شفتيها وكأنها ترنيمة عصفور قمرى صغير يشدو خليله أن ماذا سنفعل يا حبيبى فأنا لاأتخيل نفسى لسواك أبدا فأأخذ يدها بين راحتى وأضمهما الى صدرى لاثما أطراف أصابعها مبللا سليماتها بقطرات من عينى فتلف زراعيها الرقيقان حول عنقى ساحبة رأسى لتنام على صدرها واضعة خدها على رأسى ولا أفوق من هذا الخيال الا بنداء من احدى أختاى وكانت الكبرى دائما تقول لى والله أتحدى انك بتحب وأنا عارفة انت بتحب مين كمان وتتركنى أضرب أخماسا فى أسداساا كيف عرفت ...

No comments: