Tuesday, February 20, 2007

اليوم التاني السابق للعيد والكعك



أما اليوم الثانى من الأيام السابقة للعيد
هو يوم الكعك وفى مساء ليلته يأتى والدى بجوال كبير من الطحين ( الدقيق ) وجرة من الفخار المزجزج مملؤة بالسمن البلدى وكيس من الخوص الأبيض مملؤ بالسمسم وبورش من الخوص الأحمر مملؤ بالعجوة المنسولة خالية النوى من بلدتنا بعد زيارة قصيرة ليوم واحد يرافقه فيها أخى الأكبر ليتناول الافطار مع أعمامى المقيمين بالبلدة والذين يقومون بزراعة أرض أبى الموروثة عن جدى ويأتى بما ذكرت ومعه سحور لنا وافطار اليوم التالى من خيرات ريفنا ومما تربيه عمتى من الداجن الطائر والسابح والماشى وتكون والدتى وأختاى قد خرجتا بعد الافطار الى بين الصورين وابتاعتا لوازم الكعك من الملابن والروائح والفستق وجوز الهند والشيكولاتة الخرز وتكون مساعدة والدتى قد ربت الخمائر لكل صنف على حدة
وجهزت الأوعية والمناخل بدرجاتها الثلاثة والأوانى النحاسية والتى تم صقلها وبياضها قبل هلت رمضان حيث يأتى مبيض النحاس
مع عماله ويقيد النار بكوره الشهير ويظل يوما كاملا لا يترك فيه آنية دون صقل وبياض مستخدماً رجليه مستنداً بيديه على الحائط وكأنه راقصا فى فرقة الفنون الشعبية ولعلمكم كانت جميع الأولنى المستخدمة فى المنازل فى هذا الزمان من النحاس حيث لم تكن الألمونيوم مستعملة أو يسمع عنها أحد ولا البلاستيك ولا الميلامين والاستانلى ستيل كنا نسمع عنه ونراه فى الساعات بديلاً للفضة
ونعود لكعكنا
وبعد السحور وعودتنا من المسجد تقوم أمى ومساعدتها وأختاى كل الى ماعليه من واجب من نخل للدقيق وايقاد للفرن البلدى الملحق بحجرة العجين والخبيز بالجهة القبلية من حوش البيت وأقوم من نومى عل قرقعة الأوانى وطرقعة العجين أثناء قيامهن بلته كما موجات البحر بطريقة محترفة يلتف فيها العجين مابين الماجور ( آنية العجين ) وزراعى أمى ثم يرقد طائعا وتربت عليه بيدها وكأنه طفل رضيع تنيمه بعد حمام ساخن وتقول له اخمر براحتك على ماأشوف غيرك وكأنه أحد أبنائها ثم
تجلس أختاى على طبلية خشبية مستديرة وبيد كل واحدة منهن منقاش
وهو يشبه الملقاط ولكنه أكبر وأرق وله نهايتان عريضتان بعض الشئ عن بدنه وينتهيتان بمسننات كما المشط وتلقطان أقراص الكعك التى جهزتها والدتى وحشتها بالملبن والفستق أو بالعجوة وتقومان بالرسم عليها بزخارف جميلة ثم يأتى دورى الذى أنتظره من العام للعام وهو رص الكعيكعات المنقوشة فى الصاجات وحملها الى المساعدة التى تجلس أمام الفرن وفى يدها عود من الحديد ملفوف عليه قطعة مبللة بالماء وتلفه على الحديدة التى نضع عليها الصاجات قبل وضعها وتلك عملية مهمة جدا لتبريد الحديدة المتقدة حتى لا تحرق قاع الصاج فيحرق الكعك وكانت الدادة حسب قولهن أحسن سيدة فى المنطقة تخبز الكعك والخبز وكانت الجارات يطلبونها من أمى لمساعدتهن ...........

No comments: